اضطرابات الأكل النفسية

تؤدي اضطرابات الأكل النفسية إلى حدوث مشاكل في سلوكيات الأكل والوزن وما يرتبط بها من أفكار ومشاعر مزعجة.

بحيثُ قد تؤثر هذه المشكلات على الصحة النفسية والجسدية للمُصاب وتحد من قدرته على العيش بشكلٍ طبيعي.

وفي هذا المقال سيحدثنا الدكتور علاء زايد - أخصائي الطب النفسي و علاج الإدمان عن اضطرابات الأكل النفسية بالتفصيل.


اضطرابات الأكل النفسية

يوجد العديد من اضطرابات الأكل النفسية يبينها الدكتور علاء زايد فيما يلي:


فقدان الشهية العصبي

يميل المُصاب بفقدان الشهية العصبي إلى تركيز كل اهتمامه على فقدان الوزن أو منع زيادة الوزن ليظهر بقوام وشكلٍ أفضل.

ولكن يكون اهتمامه هذا مفرط لدرجة تجويع ذاته، وبالرغم من فقدانه للوزن تستمر مخاوفه من اكتساب الوزن، إذا يبقى لديه تصوّر بأنّه ما زال بحاجة لفقدان وزن أكثر.


الشهية المفرطة (الشره العصبي)

يشعر المصابون بهذه الحالة أنهم لا يستطيعون السيطرة على أنفسهم، مما يدفعهم لتناول كميات كبيرة من الأكل عالي السعرات الحرارية، مع تناول الأطعمة منخفضة السعرات  الحرارية أيضًا.

 وعادًة ما يشعر المُصاب بالشره العصبي بالخجل والإحراج لذا يقوم بهذه السلوكيات بعيدًا عن أعين الآخرين.

 وقد يأتيه شعور بالذنب من تناول هذه الكميات الكبيرة من الطعام ليقوم بإفراغ معدته بعد ذلك إما بالتقيؤ المتعمد أو غير ذلك من الأساليب.


اضطراب نهم الطعام

يتضمن تناول الطعام بكمياتٍ كبيرة حتى في حال عدم الشعور بالجوع، وبعد الانتهاء من الأكل يشعر المُصاب بالذنب والخجل ليقوم باتباع سلوكيات أخرى؛ كالصوم أو اتباع نظام غذائي معين.

 ولكن يتميز هذا النوع عن الأنواع السابقة بأن المُصاب لا يُجبر نفسه على التقيؤ أو طرق تفريغ الطعام الأخرى.


اضطراب تجنب الطعام

ويشمل تناول الطعام بكميات محدودة جدًا أو تجنب تناول أطعمة معينة، وفي العادة لا ترتبط أسباب ذلك بالخوف من اكتساب الوزن ولكن قد يتجنبونه لأسباب أخرى تتضمن:

●     انخفاض الشهية وعدم الاهتمام بالطعام.

●     الخوف أو القلق بشأن حدوث مشاكل عند تناول الطعام، مثل الاختناق، أو الغثيان، أو القيء، أو الإمساك، أو رد الفعل التحسسي، وما إلى ذلك.

●     أمور أخرى متعلقة بالطعام؛ مثل لونه أو قوامه أو رائحته أو نكهته.


شهوة الغرائب أو متلازمة بيكا

يميل الأشخاص المُصابون بهذا الاضطراب إلى تناول أشياء غير غذائية وغير مفيدة؛ مثل:

●     التربة أو الطباشير أو الحصى.

●     الصابون أو الورق.

●     الشعر.

●     القماش أو الصوف.

●     منظفات الغسيل أو نشا الذرة.

●     الأوساخ.

 غالبًا ما تؤثر هذه المتلازمة على الأشخاص الذين يُعانون من إعاقات ذهنية أو اضطرابات النمو مثل: اضطراب طيف التوحد، أو مشاكل نفسية مثل الفصام.


متلازمة اجترار الطعام

حيثُ يقوم المُصاب بتقيؤ الطعام الذي تناوله ويعيد مضغه وابتلاعه أو يبصقه، ويُمكن أن تؤثر هذه المتلازمة على الرضع أو الأطفال أو البالغين.


أعراض أخرى تصاحب اضطرابات الأكل النفسية

تشمل أعراض اضطرابات الأكل النفسية حدوث بعض التغيرات على سلوكيات الشخص من ناحية الأكل تختلف باختلاف طبيعة المرض كما بينا أعلاه؛ كذلك قد يُصاحبها أعراض نفسية وجسدية أخرى، والتي قد تتضمن ما يلي:

●     تقلب المزاج.

●     القلق المفرط بشأن الوزن وشكل الجسم.

●     ممارسة الرياضة بإفراط أو فقدان الوزن بشكلٍ كبير.

●     السمنة أو انخفاض كبير بالوزن بالنسبة للعمر والطول.

●     تناول الطعام بشكلٍ منفرد أو عدم الرغبة في تناول الطعام مع أشخاص آخرين.

●     العزلة أو الانسحاب من الأنشطة الاجتماعية.

●     إخفاء الطعام أو رميه.

●     إجراءات روتينية أو اتباع عادات صارمة للغاية فيما يتعلق بالطعام.

●     مضغ الطعام لفترة أطول من اللازم.

●     تناول الطعام بعيدًا عن الآخرين.

●     الإكثار من تناول الأدوية المُسهلة بعد تناول الطعام.

●     التعب أو الإغماء أو الدوخة.

●     ترقق الشعر أو تساقطه.

●     تكرار الذهاب إلى الحمام بعد تناول الطعام.

●     التعرق غير العادي أو الهبات الساخنة.

●     آلام، وخز أو تنميل في الذراع أو الساقين.

●     تسارع ضربات القلب.

●     مشاكل هضمية، مثل الانتفاخ أو الإمساك أو الإسهال.

●     تأخر البلوغ.


أسباب اضطرابات الأكل النفسية

إن السبب الرئيسي وراء اضطرابات الأكل النفسية غير واضح إلى الآن، ولكن يُعتقد بأنّ هناك العديد من العوامل كالعوامل النفسية والبيئية والوراثية قد تلعب دورًا في زيادة خطر الإصابة بها، وذلك كما يلي:


العوامل النفسية

وتشمل ما يلي:

●     الاكتئاب والقلق.

●     التوتر الشديد الذي يصعب السيطرة عليه.

●     القلق المُفرط بشأن المستقبل.

●     البحث عن الكمال.

●     السيطرة على المشاعر والعواطف.

●     الوساوس القهرية.

●     الخوف من نظرة الآخرين لهم بأنهم بدناء أو يعانون من اكتساب كبير بالوزن.


العوامل البيئية

ومنها:

●     التعرض للضغوطات في المدرسة.

●     التعرّض للتنمر أو الإساءة.

●     انتقاد شكل الجسم أو العادات الغذائية.

●     مشاكل أسرية.


العوامل الوراثية

وتشمل ما يلي:

●     خلل في الدماغ أو مستويات الهرمونات.

●     التاريخ العائلي لاضطرابات الأكل، أو الاكتئاب.


تشخيص اضطرابات الأكل النفسية

يقوم الطبيب في البداية بإجراء فحص بدني والتحقق من الأعراض وإجراء فحص دم، كما يتم إجراء تقييم نفسي للمريض للتحقق من سلوكياته ومعتقداته في تناول الطعام.

ويعتمد الدكتور علاء زايد على معايير الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM) لتقييم أعراض المرض وتأكيد أو نفي تشخيصه.


علاج اضطرابات الأكل النفسية

يوضح لنا الدكتور علاء فيما يلي بعض الخيارات العلاجية:


العلاج النفسي

ويتضمن ما يلي:

●     العلاج السلوكي المعرفي: وهو العلاج الأكثر شيوعًا ويساعد على تحديد وتغيير الأفكار والمشاعر والسلوكيات المرتبطة باضطراب الأكل.

●     العلاج السلوكي الجدلي: يساعد على كيفية تنظيم المشاعر وجعل المريض يتقبل نفسه.


النهج الأسري

ويشمل تثقيف الأهل كيف يقدمون الدعم للشخص المُصاب وكيف يقدمون له الرعاية اللازمة.


العلاج الدوائي

وتشمل الخيارات التالية:

●     مضادات الاكتئاب.

●     مضادات الذهان.

●     مثبتات المزاج.


استشارات غذائية

يتضمن تعليم الشخص عادات التغذية والأكل المناسبة وقد يتضمن أيضًا استعادة وزن الشخص أو السيطرة عليه.

 

المراجع:

  1. Eating disorders - Symptoms and causes - Mayo Clinic. (2023, March 28). Mayo Clinic. https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/eating-disorders/symptoms-causes/syc-20353603
  2. Healthdirect Australia. (n.d.-b). Eating disorders. Causes, Types, Symptoms and Treatments | Healthdirect. https://www.healthdirect.gov.au/eating-disorders#symptoms
  3. Professional, C. C. M. (n.d.-h). Eating disorders. Cleveland Clinic. https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/4152-eating-disorders
  4. Rd, A. P. M. (2024, June 11). 6 Common types of eating disorders (and their symptoms). Healthline. https://www.healthline.com/nutrition/common-eating-disorders#-4.-Pica

 

Sign in to leave a comment
اضطراب ثنائي القطب