الادمان : كل ما تحتاج معرفته

وفقًا للإحصائيات؛ فإنّ أكثر من 2% من سكان العالم هم من مدمني الكحول أو المخدرات، ولعلّها من المشاكل الحقيقية التي تتطلب العلاج تفاديًا لما لها من أضرار ومضاعفات.

في هذا المقال يقدم لنا الدكتور علاء محمد زايد - اخصائي الطب النفسي ومعالجة الإدمان أبرز المعلومات المتعلقة بأنواع الإدمان وأسبابه، وكيف يتم علاجه.

الإدمان: كل ما تحتاج معرفته

يُعرف الإدمان (Addiction) على أنّه اضطراب دماغي مزمن يتّسم بالاستسلام أو السعي القهري لأخذ مادة معينة أو القيام بأنشطة أو سلوك ما؛ بالرغم من العواقب الوخيمة التي تترتب على ذلك.

يتسبب الإدمان بتغيرات في وظيفة الدماغ، بما يُعطّل وظائفه وأدائه ويُخلّ بقدرته على التحكم بنظام المكافأة وضبط النفس والتوتر، وينعكس ذلك سلبًا على جوانب الحياة المختلفة؛ بما في ذلك الصحة النفسية والجسدية والوظيفة والعلاقات مع الآخرين.


مراحل الإدمان

لا يحدث الإدمان فجأة، وإنما مرورًا بمراحلٍ عدة نبينها كالتالي:


المبادرة أو البدء

وفيها يحاول الفرد البدء بتعاطي المادة أو القيام بالسلوك لأول مرة، ووفقًا للدراسات فإنّ هذه المرحلة تكون قبل عمر 18 عامًا لدى معظم المدمنين.

 

الاستمتاع بالتجربة

وفيها يبدأ الشخص بتعاطي المادة أو القيام بالسلوك بسياقات مختلفة لملاحظة مدى تأثيره في حياته، وقد يربطه بأمر ما؛ كالاسترخاء أو المتعة بعد نهار متعب، أو لتعزيز أجواء الاحتفالات أو التجمعات مع الأصدقاء … الخ، ولكن ما يزال الشخص يتحكّم برغبته تجاه الأمر وقادر على إيقافه متى أراد.

 

الاستخدام المنتظم

بحيث يظهر نمط معين لاستخدامه، فالبعض قد ينتظم على استخدامه كل نهاية أسبوع، أو كوسيلة للتخلص من شعور التوتر أو الملل أو الوحدة كلما شعر بذلك، وفي هذه المرحلة يكون الشخص وحده من يتخذ قرار الاستخدام دون تأثير من حوله فيه.

 

إساءة الاستخدام بطريقةٍ محفوفة بالمخاطر

وفيه يكون التعاطي أو الانتظام في سلوك معين ذو تأثير سلبي واضح على حياة الفرد، فعلى سبيل المثال يصبح إهمال العمل والمسؤوليات أو القيادة المتهورة أو السرقة نتيجة للتعاطي أو إدمان سلوك معين؛ واضحة وملحوظة من قبل المحيطين به.

 

الاعتماد

وفيها يكون جسم الشخص على اعتاد على المادة أو السلوك، ويُصبح استغناؤه عنها أمرًا صعبًا، وقد يحتاج الشخص لتعاطي المادة أو القيام بالسلوك بشكلٍ متكرر لإرضاء رغباته واحتياجاته ولاعتقاده بالحاجة لذلك ليكون قادرًا على ممارسة حياته بصورةٍ طبيعية، عدا عن ذلك فإن التوقف المفاجئ عن ذلك قد يتسبب بظهور أعراض انسحابية.

 

الإدمان

وفيها يفقد الشخص قدرته على السيطرة على أفعاله واختياراته نتيجة الاستمرار بتعاطي مادة ما أو ممارسة سلوك معين، وسينعكس ذلك على جوانب الحياة المختلفة؛ كالميل للعزلة وتجنب الأنشطة والجلوس مع الأصدقاء والعائلة، الكذب المتكرر، وقد يجد الشخص نفسه بحاجةٍ لتعاطي كمية أكبر من المادة أو ممارسة السلوك بشكلٍ أكثر تكراراً للشعور بالراحة والرضا.

 

انهيار الشخص (الأزمة)

وفيها يكون الشخص أكثر عرضة للمخاطر؛ كالموت نتيجة جرعة زائدة أو ارتكاب سلوك جنوني تأثرًا بالإدمان، ويستلزم الأمر العلاج الفعلي لحماية الشخص من خطر الإدمان الذي وصل إليه.

 

أنواع الإدمان

حقيقةً؛ فإن الإدمان نوعان هما: إدمان مواد أو أدوية، وإدمان سلوكيات أو أنشطة معينة، وفيما يلي بيان كل نوع بالتفصيل:

 

إدمان المواد والأدوية

فوفقًا لما ورد في الإصدار الخامس للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5) فقد تم تصنيفه إلى 9 أنواع وفقاً لنوع المادة التي تم إدمانها، وذلك كالآتي:

○     إدمان التدخين.

○     إدمان الكحول.

○     إدمان الكافيين.

○     إدمان الحشيش.

○     إدمان المواد المهلوسة.

○     إدمان المواد الأفيونية.

○     إدمان الأدوية المهدئة.

○     إدمان الأدوية المنوّمة.

○     إدمان الأدوية المضادة للقلق.

○     إدمان المنشّطات (المنبّهات).

 

إدمان السلوكيات أو الأنشطة

ومن الأمثلة عليها ما يلي:

○     إدمان المقامرة.

○     إدمان الطعام.

○     إدمان الهاتف المحمول.

○     إدمان الإنترنت أو وسائل التواصل الاجتماعي.

○     إدمان التسوق.

○     إدمان مشاهدة المواد الإباحية.

○     إدمان السرقة.

○     إدمان الجنس.

 

أسباب الإدمان

يُعتقد بأنّ الإدمان يحدث نتيجة تأثير عوامل عدة معًا في نفس الوقت؛ تحديدًا تغيرات تطرأ على الدماغ أو عوامل جينية أو مشاكل نفسية وعقلية أخرى أو عوامل بيئية محيطة بالشخص، وهناك العديد من محفزات الإدمان، والتي تدفع الشخص لتكرار تعاطي مادة ما أو القيام بسلوك معين بعد تجربتها، ومنها الآتي:

●     الشعور بالراحة والسعادة والنشوة.

●     تقليل الشعور بالتوتر والقلق والاكتئاب.

●     الرغبة بتحسين القدرة على التركيز؛ سواء في العمل أو الدراسة أو الأنشطة الأخرى.

●     الفضول والمحيط الاجتماعي، فالتعاطي والإدمان قد يكون مكتسبًا من الرفاق.


أعراض الإدمان

يتسبب الإدمان بأعراض جسدية ونفسية قد تختلف نوع الإدمان، وهي تشمل بشكلٍ عام ما يلي:

 

الأعراض الجسدية

ومنها ما يلي:

○     تغيرات الشهية.

○     الأرق.

○     إهمال الاهتمام بالمظهر العام.

○     الحاجة لتكرار السلوك أو تعاطي المادة بشكلٍ أكبر للحصول على نفس التأثير.

○     ظهور أعراض انسحابية عند التوقف المفاجئ عن تعاطي المادة أو القيام بالسلوك، وتشمل: الشعور برغبة قوية للتعاطي، والإسهال، والإمساك، وارتعاش الجسم، وغزارة التعرق، والنوبات التشنجية.

 

الأعراض النفسية

ومنها ما يلي:

○     الهوس وعدم القدرة على التوقف عن تعاطي المادة أو ممارسة السلوك، بالرغم من المشاكل الصحية أو الأضرار الأخرى التي يتسبب بها.

○     الحاجة المستمرة لتعاطي المادة أو ممارسة السلوك للتعامل مع المشاكل المختلفة التي يواجهها الشخص في حياته.

○     التفكير بالسلوكيات غير الصحيحة للحصول على المادة التي يتم تعاطيها.

○     الحاجة لجرعات أكبر للشعور بالرضا.

 

الأعراض الاجتماعية

ومنها ما يلي:

○     عدم الاهتمام بالأشخاص أو الأنشطة التي كان الشخص يهتم بها في السابق.

○     الرغبة بالانعزال.

○     التفكير المستمر بتوفير كمية كافية من المادة التي يتعاطاها الشخص، وإخفائها في أماكن بعيدًا عن الآخرين.

○     إخفاء إصابتهم بالإدمان عن الآخرين، وإنكار وجود مشكلة سواء بين الشخص ونفسه، أو في حال تمت مواجهته من قبل الآخرين.

○     مشاكل مادية نتيجة بذل الشخص دخله ومدخراته المالية للحصول على المادة.

○     التوجه نحو العنف أو السرقة للحصول على المادة التي يتم تعاطيها.

 

تشخيص الإدمان

يتم تشخيص الإدمان من قبل طبيب نفسي مختص بعد إجراء تقييم شامل للحالة وما يترتب عليها من أعراض ومشاكل، وقد تختلف طرق التشخيص ومعاييره تبعاً لنوع الإدمان، وقد تم بيان معايير تشخيص الإدمان لكل منها في الإصدار الخامس للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5) بالتفصيل.

 

علاج الإدمان

لا بُد من التأكيد على أنّ علاج الإدمان يتم تحت إشراف طبيب مختص، وقد تستلزم بعض الحالات الإدخال للمراكز العلاجية وفقاً لما يراه الطبيب مناسبًا، وتختلف الخطة العلاجية للإدمان باختلاف عوامل عدة؛ منها نوع الإدمان، والمرحلة التي وصل إليها المدمن، والحالة الصحية له، وبشكلٍ عام فإن الخطة العلاجية قد تشمل ما يلي:

●     تخليص الجسم من المادة أو السلوك.

●     التعامل مع الآثار الانسحابية بطريقةٍ مناسبة.

●     العلاجات النفسية والدوائية.

●     إعادة التأهيل لضمان الإقلاع التام وعدم عودة الشخص للإدمان.

أسئلة شائعة

 

كيف يمكن الوقاية من الإدمان؟

يعد الوعي بطبيعة الإدمان وآثاره على حياة الشخص هو الطريقة الأسلم لتجنبه والوقاية منه.

 

كيف تكتشف وجود الشخص المدمن في المنزل بسهولة؟

يمكن الاستدلال على أن الشخص مدمن من خلال تتبع ظهور الأعراض والعلامات الخاصة بالإدمان والتي تم بيانها أعلاه.

المصادر:

1.https://ourworldindata.org/drug-use

2.https://nida.nih.gov/publications/drugs-brains-behavior-science-addiction/drug-misuse-addiction

3.https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/6407-addiction

4.https://brookdalerecovery.com/7-stages-of-addiction/

5.https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC5328289/

6.https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/29098666/

7.https://redoakrecovery.com/addiction-blog/different-types-of-addiction/

8.https://www.medicalnewstoday.com/articles/323459

9.https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/drug-addiction/diagnosis-treatment/drc-20365113

10.https://www.gatewayfoundation.org/addiction-blog/dsm-5-substance-use-disorder/

11.https://www.medicalnewstoday.com/articles/323468

12.https://www.addictioncenter.com/treatment/

13.https://addictions.iu.edu/understanding-crisis/preventing-addiction.html

14.https://mcpress.mayoclinic.org/mental-health/addiction-comes-in-many-forms-how-to-recognize-common-signs-of-an-addictive-personality/

 

Sign in to leave a comment
أعراض نشاط الغدة الدرقية النفسية