اضطراب الشخصية المتعدد: كيف يعيش الإنسان بشخصيتين؟

اضطراب الشخصية المتعدد هو من المشاكل النفسية التي تتمثّل بظهور شخصيتين أو أكثر لدى المُصاب.

 فقد يشعر كما لو أنّ العديد من الأشخاص يسيطرون عليه مما قد يُسبب حدوث فجوات في الذاكرة ومشاكل أخرى.

 ولكن كيف يعيش الإنسان بشخصيتين؟ هذا ما سيُحدثنا عنه الدكتور علاء زايد - أخصائي الطب النفسي و علاج الإدمان في هذا المقال.

اضطراب الشخصية المتعدد: كيف يعيش الإنسان بشخصيتين؟

يوضح الدكتور علاء زايد كيف يعيش الإنسان بشخصيتين كما يلي:

التفاعل مع الحياة بعدة شخصيات

فالأشخاص المُصابون يرون العالم ويشعرون به ويتفاعلون معه بأكثر من شخصية واحدة؛ حيثُ تتناوب الشخصيات في عيش حياتهم.

 ويوضح الدكتور علاء بأنّه يكون عادًة لكل شخصية اسم وشخصية وصوت واهتمامات، وحتى طرق ارتداء الملابس تكون مختلفة لكل شخصية.

مواجهة العديد من المشاكل الحياتية

يُصاحب العيش مع شخصيتين العديد من التحديات، حيثُ يواجه المُصاب أعراض مختلفة قد تؤثر على حياته اليومية بشكلٍ كبير وتجعل من الصعب عليه تكوين علاقات أو حتى العمل، لذا قد يشعر بالعزلة.

ومن الأعراض التي قد يواجهها الشخص ما يلي:

●     الشعور بالإرهاق نتيجة شعوره بأنّ هناك شخصيتين تتحكمان فيه وتستحوذان عليه.

●     الخوف والضيق والشعور بالعجز.

●     الاكتئاب أو القلق.

الشعور بالانفصال عن الواقع

فقد يشعر الشخص المصاب بأنه منفصل تمامًا عن الواقع أو حتى ينسى فعل أو قول شيء مرتبط بالموقف؛ حيثُ يمكن أن تصبح الفجوات في الذاكرة، والارتباك، والضغط الناجم عن وجود شخصيتين تجربة ليست بالسهلة.

العيش في حيرة وعدم استقرار

حقيقةً فإنّ معظم المُصابين بشخصيتين لا يدركون ما يحدث معهم تمامًا، والبعض منهم قد يُنكر أنه يعيش بأكثر من شخصية، لذا تجد حياتهم مضطربة وغير مستقرة.

كيف يعيش الإنسان بشخصيتين: نصائح للتعايش مع اضطراب الشخصية المتعدد

يقدم الدكتور علاء زايد - أخصائي الطب النفسي و علاج الإدمان مجموعة متنوعة من النصائح التي قد تكون مفيدة لتخفيف أعراض ومشاكل تعدد الشخصية، ومنها:

الالتزام بالعلاج

ويُعد ذلك من الأمور الهامّة التي تُساهم بشكلٍ كبير في تخفيف الأعراض، حيثُ يعمل الطبيب على تحديد المحفزات وتعليم المُصاب كيف يتجنبها.

بالإضافة إلى أنه قد تستلزم العديد من الحالات الالتزام بالأدوية وجلسات العلاج النفسي.

تقبل الأمر

فلا يجب إنكار المرض ظنًا من الشخص أنه أمر مُخجل أو مُعيب، بل الاعتراف بالمشكلة هو نصف الحل والخطوة الأولى للبدء بالتعامل الصحيح مع الحالة.

ويجب على الشخص إدراك أنه ليس الوحيد المصاب بهذه الحالة، بل كثيرين، وقد يساعد التعرف على آخرين مصابين بنفس المرض والاستماع لتجاربهم على تقبل الأمر وتعزيز القدرة على تجاوزه.

تدوين الأحداث في مفكرة

إذ يساعد ذلك الشخص على فهم وتذكر ما يمر به، وبناءً على ذلك قد يُصبح مدركاً وأكثر قدرة على تذكر ما حدث وإيجاد حلول أو وضع خطط منطقية للتعامل مع الامور.

ممارسة تقنية التأمل اليقظ

تنطوي هذه التقنية على التفكير والتركيز على اللحظة الحالية؛ مما يُساعد المُصاب بأن يصبح أكثر قبولًا للأحداث التي لا يمكن السيطرة عليها.

مواجهة المواقف التي تحفز الأعراض

فمع العلاج المناسب يصبح الشخص أكثر وعيًا بما يحدث معه؛ لذا قد يكون من المفيد

التعرف على ما يحدث، حتى يُصبح لديه المهارة بالتعامل مع المشاعر والأحاسيس الجسدية التي تظهر.

طلب الدعم من الأهل والأصدقاء

قد يؤدي هذا الاضطراب إلى شعور الشخص بالعزلة والوحدة، ولكن التواصل مع الأشخاص الذين يثق بهم ويحبهم قد يُساعده كثيرًا على تخطي الصعوبات، وقد يشعر بمزيد من الدعم والأمان حتى تزول الأعراض.

ممارسة اليوغا

ممارسة اليوغا بانتظام يمكن أن تساعد الأشخاص الذين يعانون من مشاكل نفسية في تنظيم مشاعرهم.

تجربة تقنيات الاتصال بالأرض (التأريض)

والتي تهدف إلى التعامل مع الأفكار المتطفلة أو المشاعر والذكريات الصعبة من خلال تعزيز الشعور بالارتباط بالحاضر، ويمكن تحقيق ذلك من خلال ما يلي:

●     التنفس ببطء مع العد.

●     الاستماع إلى الأصوات المختلفة المحيطة بالشخص وإدركها.

●     المشي حافي القدمين مع الإحساس بالأرض.

●     لف الشخص نفسه ببطانة وإدراك جسده والإحساس به.

●     رش الوجه بماء بارد أو تمرير مكعب ثلج ملفوف بمنشفة خفيفة على الوجه.

●     استنشاق روائح قوية.

●     ملامسة أشياء مثيرة للاهتمام.

اتباع نظام غذائي صحي

حيثُ يُنصح بالحد من الأطعمة التي تسبب تفاقم أعراض القلق والاكتئاب؛ مثل الأطعمة المُصنعة والسكرية.

ممارسة التمارين الرياضية

فهي قد تُساهم في تخفيف أعراض القلق والاكتئاب التي تُرافق هذه الحالة، وينصح الأطباء عادًة بممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة يوميًا ولـ 5 أيام في الأسبوع.

الحصول على قسط كافٍ من النوم

وذلك بمعدل 8 ساعات في الليلة للحصول على الراحة الكافية وعدم إرهاق الجسم والذهن.

هل يستطيع الشخص المُصاب بـ اضطراب الشخصية المتعدد العيش حياة طبيعية؟

أجل؛ يوضح الدكتور علاء زايد بأنّه يُمكن للشخص المُصاب باضطراب الشخصية المتعددة أن يعيش حياة طبيعية جدًا خاصًة عند الالتزام بتعليمات الطبيب والحصول على العلاج الفعّال.

____________________________________________________

 

المصادر:

  1. Professional, C. C. M. (n.d.-g). Dissociative Identity Disorder (Multiple Personality Disorder). Cleveland Clinic. https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/9792-dissociative-identity-disorder-multiple-personality-disorder
  2. Cht, A. B. P. D. (2023, December 5). How to treat dissociative Identity Disorder. Verywell Health. https://www.verywellhealth.com/how-to-treat-dissociative-disorder-5211865#toc-coping-strategies-for-did
  3. Living with dissociative identity disorder. (2020, January 22). https://www.brightquest.com/blog/living-with-dissociative-identity-disorder/

 

تسجيل الدخول حتى تترك تعليقاً
العلاقة بين النظام الغذائي والصحة النفسية